انهيارات جبل المقطم مستمرة
بركان 'رينبوم' يهدد بكوارث جديدة
حنان بدوي
لماذا ينهار جبل المقطم؟ وهل هذه الصخور القاتلة ستسقط من جديد علي رؤوس الغلابة أو علي سيارات طريق صلاح سالم بدون سابق تحذير.. أسئلة خطيرة وكثيرة كشفتها الانهيارات الأخيرة.. الدراسات وكلام الخبراء يؤكد أن هناك كوارث أخري في الطريق، بل الأخطر أن منطقة الدويقة تقع بالقرب من فوهة بركان 'رينبوم' الذي يطلق غازات ومياها معدنية كبريتية، وهو ما يؤكده الدكتور علي السكري الخبير الجيولوجي
الذي أمضي سنوات طويلة من عمره في دراسات جيولوجية حول جبل المقطم ومنطقة الدويقة التي يؤكد أنها من المناطق الضعيفة جيولوجيا والتي يوجد بها العديد من الكسور والفوالق التي يوصف بعضها بأنها عميق جدا لدرجة تسمح بخروج فوران من الأرض وغازات.
د. السكري قال إن المنطقة تقع بالقرب من فوهة بركان قديم اسمه العلمي 'رينبوم' قد يتجدد نشاطه بين الحين والآخر، هذا البركان تخرج منه غازات ومياه كبريتية تقوم بعمل ما يسمي بظاهرة 'سيلي سيفكش' حيث يتحول الحجر الرخو غير المتماسك إلي متماسك ويتعرض للانهيار.
د. السكري قال إن المنطقة بها الكثير من الصدوع والفوالق والشروخ الأرضية التي تجعلها مفككة من الناحية الجيولوجية، وأكد أنه طالب ومعه علماء الجيولوجيا مرارا بضرورة إحاطة المنطقة بأجهزة تسجيل الهزات الأرضية، خاصة أنها أصبحت محاطة بعدد هائل من السكان يقيمون بجوار هذه التبة التي ينبغي أن تبعد البيوت المبنية عنها مسافة تتراوح بين 50 إلي 100 متر بعيدا عن حافة الهضبة.
وكشف د. السكري عن أنهم كعلماء جيولوجيا تقدموا بأكثر من طلب لمحافظة القاهرة لتحويل هذه المنطقة إلي محمية طبيعية دون استجابة، خاصة أن هذه المنطقة تعتبر امتدادا لمصادر العيون الكبريتية الموجودة بحلوان.
وحسب الدكتور صلاح محمد محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية فإن جبل المقطم المكون من طبقات جيرية وطفلة وبراكين خامدة معرض لكوارث عديدة واحتمال انهيارات جديدة للكتل الصخرية، مشيرا إلي أن المعهد سبق أن تقريرا بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية حول منطقة المقطم وطبيعتها الصخرية، وكيفية معالجة الانهيارات الموجودة هناك.
تقرير آخر بل عدة تقارير طلبها المسئولون بمركز بحوث الاسكان عن مدي صلاحية هضبة المقطم للبناء ليأتي الرد منذ ثلاثين عاما بأنه لا يجوز البناء في هذه المنطقة لأكثر من طابقين وألا تستخدم المياه لري الحدائق وعمل معالجات خاصة لمياه الصرف الصحي والزراعي.
وأشارت الدراسات إلي أن طبقة الجبل السطحية المكونة من الحجر الجيري المفتت لم يعد هناك ما يحملها فأصبحت معلقة ومهددة بالسقوط منذ عام 1993 وحتي الآن دون أن يحرك أحد ساكنا.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة ماذا فعلنا بكل الدراسات والتقارير التي تمت علي هضبة المقطم؟ وأين التوصيات التي نادي بها العلماء، وطالبوا بضرورة تهذيب الجبل والتعامل معه ومع الصخور المعلقة المنتشرة علي حوافه، خاصة أن المقطم له تركيبة خاصة بحسب قول وتفسير العلماء المتخصصين في العلوم الجيولوجية فالمقطم يتكون من طبقة سطحية بحسب وصف د. ماجد الركايبي الأستاذ بهيئة المواد النووية وواحد ممن قاموا بعدد من الدراسات الهامة حول الهضبة.
د. الركايبي قال إن المقطم يتكون من طبقة سطحية بعمق 11 مترا عبارة عن حجر جيري أسفله طبقة طفلية بينها طبقة من صخور 'المارل'، أضاف أن المنطقة المقام عليها حي المقطم و'منشية ناصر والدويقة وعزبة الزبالين والمحروسة' مبنية علي السطح المكون من الحجر الجيري الذي توجد عليه الكسور والشقوق المتعددة في جميع الاتجاهات.
د. الركايبي قال أيضا إن: الهضبة التي يصل عمرها إلي 50 مليون سنة لم يحدث لها هذا الانكسار مثلما حدث في العشرين عاما الأخيرة بسبب زيادة عدد سكان العشوائيات حول المنطقة.