بوضوح
ترتيب البيت العربي!
حامد زيدان
شهدت المنطقة العربية مؤخرا تحركات سياسية متتابعة تضمنت اتصالات ومباحثات ومفاوضات أثارت الاهتمام بسبب ظاهرة التتابع والتكامل بينها وكأنها تعد المنطقة لمرحلة جديدة وتمهد لمواجهة واقع جديد علي الساحة العالمية، في مقدمتها توديع حقبة حكم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش واستقبال الوافد الجديد علي البيت الأبيض في واشنطن سواء كان ماكين الجمهوري أو أوباما الديمقراطي، وكذلك
اعداد المنطقة لواقع جديد قد نفاجأ به وهو احتمال الصدام المسلح بين إيران وأمريكا أو إيران وإسرائيل أو بينها الثلاثة.. أو صدام مسلح آخر محتمل في منطقة القوقاز والبحر الأسود بين أمريكا وروسيا وأطراف أخري وكلها احتمالات واردة أو مفاجئة أو مؤجلة.
أعادت التحركات السياسية إلي الذاكرة اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت المنطقة في بداية القرن العشرين بين فرنسا وانجلترا ولكن بشكل مختلف بعد حلول الولايات المتحدة الأمريكية محل المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية علي ساحة السياسة والسيادة الدوليتين، وقد بدأت هذه التحركات السياسية باعتذار بيرلسكوني رئيس الوزراء الايطالي عن ممارسات الاستعمار الايطالي في ليبيا وتبعته زيارة ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا للبنان وسوريا وزيارة رايس وزيرة خارجية أمريكا لليبيا ولتونس وللجزائر والمغرب وزيارة سولانا المنسق العام للشئون الخارجية في الاتحاد الأوربي للدول العربية الأخري المسماة بالمعتدلة. وكان الحرص من هذه الأطراف الأوربية والأمريكية علي أن يكون لكل منها دور رئيسي في البلدان العربية بداية بالمصالح الاستثمارية ووصولا للأدوار السياسية ولممارسة الهيمنة وتقديم النصائح لكل طرف من الأطراف العربية تحت عنوان التعاون السياسي وفي واقعها ظاهرة للتدخل في شئونها الداخلية والتوجيه السياسي، الأمر الذي يبدي أنها كانت عملية لترتيب البيت العربي في إطار سايكس بيكو جديدة في بداية احتمالات حروب جديدة مع الحقبة القادمة للإدارة الأمريكية الجديدة.