لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ناقشت القضية
ردود فعل واسعة بعد كشف 'الأسبوع' مأساة المصريين المعتقلين بالكويت
سلوي علوان
يأثارت قضية المصريين المعتقلين داخل سجن الإبعاد بالكويت التي تبنتها جريدة 'الأسبوع' خلال أعدادها السابقة ردود فعل واسعة، ورغم الإفراج عما يقرب من ثلاثين مصريا عقب النشر بأيام قليلة إلا أن القضية مازالت مفتوحة، حيث يبلغ عدد المعتقلين بسجن الإبعاد في الكويت ما يقرب من مائة معتقل آخرين.. وكانت 'الأسبوع' قد نشرت مأساة
هؤلاء المعتقلين في سجن الإبعاد بالكويت الذين يتعرضون لأقسي أنواع التعذيب بعد تلفيق تهم وهمية لهم ودون ان تصدر بحقهم أحكام قضائية، ومنهم من طالت مدة اعتقاله داخل هذا السجن لأكثر من عامين علي الرغم من أن أي أجنبي يتم احتجازه بسجن الإبعاد لأي سبب يجب ألا تزيد مدة حبسه علي 48 ساعة فقط، ثم بعد ذلك يتم ترحيله خلالها لبلاده، وتساءلنا عن سبب بقاء هؤلاء طوال هذه المدة دون ترحيل وبعد النشر تناولت العديد من الفضائيات والصحف متابعة تلك القضية.
كما نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين برئاسة الزميل محمد عبدالقدوس بالتعاون مع جريدة 'الأسبوع' مؤتمرا صحفيا يوم الإثنين الماضي لعدد من أهالي المعتقلين المصريين، شارك في المؤتمر الدكتور يحيي القزاز الناشط السياسي والأستاذ بجامعة حلوان.
وقد أدلي عدد من المصريين العائدين من سجن الإبعاد بشهاداتهم حول ما حدث داخل هذا السجن والذين تم ترحيلهم إلي القاهرة بعد بعد ما نشرته 'الأسبوع' - علي دفعات عبر طائرات تابعة لشركة مصر للطيران بعد حدوث حالة من الارتباك لسلطات سجن الإبعاد الذين قاموا بالتحقيق مع المصريين وتعذيبهم بعد علمهم بأن الأمر تعدي حدود أسوار السجن، وأن أصوات هؤلاء المعتقلين قد وصلت إلينا.. كما تناول المؤتمر طرح تساؤلات حول تجاهل وزارة الخارجية والسفارة المصرية بالكويت لأوضاع هؤلاء المعتقلين ومعاناتهم.
وقد أرسل الزميل مصطفي بكري رئيس التحرير وعضو مجلس الشعب استجوابا لوزير الخارجية المصري عبر بيان موجه لرئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور أشار فيه إلي وجود معلومات تؤكد وجود نحو 300 مصري داخل سجن الإبعاد وأنهم يعانون ظروفا قاسية ويتعرضون لتعذيب دوري ومنهجي مستمر في حين يتم رفض ترحيلهم إلي بلادهم كما هو منصوص عليه قانونا رغم تأكيد كثيرين من شهود العيان أن الاتهامات الموجهة لهؤلاء المصريين اتهامات ملفقة وقضايا كيدية لا أساس لها.. وأضاف البيان أن السفارة المصرية والمسئولين بها لم يقوموا بواجبهم لإنقاذ الضحايا والضغط علي الحكومة الكويتية لمعاملتهم معاملة آدمية مما تسبب في سوء أوضاعهم خاصة أن بعض المرحلين من سجن الإبعاد قد روي عن وقائع للتعذيب يشيب لها الولدان من عينة الصعق بالكهرباء والجلد والضرب وإهانات وإساءات متعمدة كلها جرائم يعاقب عليها القانون.. وطالب بكري في بيانه برد من وزير الخارجية المصري حول موقف الحكومية مما يجري والإجراءات التي اتخذت لحماية المصريين من التهم الملفقة والحصول علي حقوقهم وترحيلهم لبلادهم بكرامة واحترام، وأكد البيان أن ما يجري للمصريين بالكويت جريمة يجب ألا تمر دون عقاب لأن كل مصري يشعر أن صمت الحكومة علي كل هذه الإهانات يمثل إهانة لكل مصري.
المشير انه في اتصال هاتفي للسفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشئون القضائية في برنامج 90 دقيقة علي قناة المحور أكد صدق ما نشرته 'الأسبوع' من أن هناك 93 مصريا في سجن الإبعاد منهم من مضي علي وجوده داخل السجن نحو عامين وذلك بعد ترحيل نحو ثلاثين مصريا إلي القاهرة بعد تفجير القضية في 'الأسبوع'، إلا أن سيادة السفير أصر علي أن جميع المصريين الموجودين بالسجن مدانون وضرب نموذجا بالسجين 'عبدالباري علي' الذي كان علي اتصال بالبرنامج أيضا وأكد السفير أن عبدالباري هذا الذي يدعي البراءة متهم في قضية زنا وهتك عرض وذمة مالية، وتحدث السفير - كما لو كان سفيرا لدولة الكويت وليس لدولة مصر-: فالمواطن عبدالباري حصل علي عدة أحكام قضائية بالبراءة من هذه التهم التي ادعتها صاحبة العمل الكويتية التي كانت يعمل لديها نتيجة خلافات مالية وأن هذه الأحكام صدرت لصالحه من القضاء الكويتي نفسه الذي ما كان ليمنحه البراءة في كل التهم التي وجهت إليه لو كان مذنبا وعلي افتراض صحة كلام السفير أحمد رزق بأن هؤلاء المصريين مدانون، فلماذا لم تصدر ضدهم أحكام بالحبس؟ ولماذا تم إيداعهم بسجن الإبعاد لترحيلهم دون وجود أحكام قضائية تدينهم؟ ولماذا لم يتحدث السفير عن جرائم التعذيب التي ترتكب بحقهم داخل السجن وعن السفارة الغائبة التي أكد أن من حقها زيارة مواطنيها بالسجن ثلاث مرات أسبوعيا، فلماذا يجمع كل السجناء أنهم لم يشاهدوا ولو لمرة مسئولا من السفارة طوال شهور حبسهم ولم يسمعوا صوتا واحدا من داخلها يدلل علي أن أحدا منها يتخذ أي إجراء لمساعدتهم؟