تعتبر الموارد الطبيعية الزراعية في منطقة الشرق الأدنى محدودة باستثناء السودان و تركيا التي توجد فيهما عدد قليل جداً من الأراضي المحفوظة للتوسع الأفقي و الاستصلاح الزراعي. و المخرج الوحيد هو زيادة الغلة و زيادة كثافة المحاصيل .و لكن 66 % من الأراضي الصالحة للزراعة هي من أراضى الرعي الدائم مما يوضح إمكانية وجود إنتاج من الماشية يفوق في مقداره الإنتاج من المحاصيل في المنطقة.بالإضافة إلى ذلك فإن معظم الأراضي البور و الغير قابلة للاستصلاح الزراعي التي تقدر بحوالي 57 % من المساحة الكلية للأراضي تصنف كأراضي للرعي و توفر الموارد الغذائية القيمة لسكان المراعي من الرحالة و البدو .و يلعب قطاع الماشية ، خاصة الأغنام و الماعز، دوراً مهماً في اقتصاد دول المنطقة.و تتراوح النسبة المئوية لإجمالي الإنتاج الوطني من الزراعة في دول الدخل المرتفع في المنطقة بين 1 و 4 % و يبدو أنها تتراوح في دول الدخل المنخفض بين 23 و 25 % ( كما هو الوضع في الصومال ).
و طبقاً لتقديرات الفاو نجد أن 30 % من القيمة الإجمالية للإيراد الزراعي للعام 2000مصدرها إنتاجية الماشية.و تضم المنطقة أكثر من 82 مليوناً من البقر، 340 مليوناً من الحيوانات المجترة الصغيرة ( الأغنام و الماعز ) و 11 مليوناً من الجمال.و يساهم إنتاج المواشي مساهمة كبيرة في النظام الغذائي للمجتمعات الريفية و كذلك المجتمعات المدنية السريعة النمو. و يفوق هذا المحتوى المتوسط للبروتين مثيله الموجود في النظام الغذائي لمنطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية لأن اللبن و اللحم يشكل مكون رئيسي فيه.
و الجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى الاستهلاك يتم إشباعه أساساً عن طريق استيراد الحيوانات و اللحم من الخارج خاصة الحيوانات المجترة الصغيرة للاحتفالات الإسلامية الرئيسية ( رمضان و الأعياد ). لهذا إذا أمكن تحسين الإنتاج سوف يكون هناك مجال لاستبدال الاستيراد في المنطقة كلها.و قد أعطيت الأولوية لعدد من شبكات الربط:
الشبكة الإقليمية للبحوث و تنمية الحيوانات المجترة الصغيرة في الشرق الأدنى.
شبكة الربط بين الأقاليم للجاموس في الشرق الأدنى و الأقاليم الأوروبية.
شبكة الموارد الوراثية .
شبكة الأرانب.
و جاري العمل باستمرار في ترجمة الوثائق التقنية المتعلقة بالمنطقة للغاتها و كذلك جاري توزيع هذه الوثائق.و يتعرض الإنتاج الحيواني في المنطقة لضغوط شديدة مما يجعله لا يتناسب مع الاحتياج المحلي كما قلت القدرة على توفير البروتين الحيواني نظراً للعوامل الآتية:
الزيادة السكانية المستمرة في منطقة الشرق الأدنى.
تقلص أراضي الرعي التقليدية.تكرار حدوث الجفاف في المنطقة.
انتشار الأمراض الحيوانية عبر الحدود.
و علاج الثلاثة عوامل الأولى و بالطبع عوامل أخرى يقع إلى حد ما على عاتق الحكومات المعنية ويبدو أن العامل الأخير هو بلا شك يشكل مشكلة إقليمية تخص كافة الدول المتجاورة.الضرورة موضوعة إذاً على الدول المعنية لتوحيد القوى للتحكم في انتشار هذه الأمراض البيطرية و الوقاية منها.
الخدمات البيطرية في إقليم الشرق الأدنى
يقع عبء مراقبة الأمراض الحيوانية المعدية و التحكم فيها من أجل تفادي انتشارها في دول الشرق الأدنى و شمال أفريقيا على عاتق المراكز البيطرية المعنية في هذه البلاد.و يمكن أن تتنوع الهياكل الإدارية ، السلطة القانونية وأدوات العمل لهذه المراكز و يبدو أنها كلها قائمة على أساس القوانين و القواعد الخاصة بالتعامل مع الأمراض الخطيرة.و في العديد من الدول، تقدم معامل التشخيص البيطري و معاهد البحوث الدعم اللازم لمراكز الخدمات البيطرية التي يتنوع أيضاً وضعها الوظيفي و خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بمراكز الخدمات الأخرى في الدولة ، كذلك مستوياتها تتنوع.و تقدم أيضاً الكليات البيطرية التابعة للجامعات الوطنية الدعم في مجالات التشخيص و الأنشطة البحثية.و هذه المعاهد موجودة في 3 من بلاد الشرق الأدنى و شمال أفريقيا و لكنها لا توجد في القرن الأفريقي.
خلال السنوات الأخيرة حدثت بعض التغيرات و إعادة الهيكلة لهذا النوع من الخدمات أو مازالت في طريقها نحو التغيير.و فيما يلي بعض الأمثلة:
خصخصة المهن البيطرية في مصر و في بلاد المغرب.
إعادة تنظيم مركز المعامل البيطرية و البحوث في الكويت بعيداً عن قطاع الصحة الحيوانية.
تأسيس نظام مراقبة الأمراض الجديدة في إيران.
الارتقاء بالقدرة التنفيذية ، خاصة لمعامل الاختبار و أنظمة التفتيش في تركيا ؛ و أمثلة أخرى كثيرة.
و هناك موضوعات لها الأولوية و تحتاج لتحسن سريع و منها ما يلي : ترابط المعامل الميدانية ، أنظمة التحذير المبكر، القدرة على التصرف السريع في حالات الطوارئ و خاصة فيما يتعلق بالتطعيم العام.
برامج أمراض الحيوان العابرة للحدود
تستورد معظم دول المنطقة كل من الحيوانات الحية و منتجات الحيوان سواء من دول داخل المنطقة أو خارجها، و هذا الوضع يتطلب تطبيق قواعد الحجر الصحي بكل حزم.و بما أن قطاع الماشية يواجه بالفعل مشكلة زيادة الطلب عليها فإن المشكلة سوف تصبح أكثر فداحة إذا كان هناك فاقد نتيجة الأمراض البيطرية. و حتى إذا نجح هذا القطاع في الوصول لحالة أفضل فإن الأمراض العابرة للحدود قد تجعل بضائعه غير صالحة للتجارة و أيضاً سوف يكون تأثيرها مدمر على الحصة المنزلية من البروتين الحيواني.و هكذا نجد أن الصحة الحيوانية، الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، تجارة الماشية ، منتجات الماشية الهامة، الحجر الصحي و الأمراض الحيوانية كلها أصبحت موضوعات ساخنة بالنسبة لصانعي القرار في المنطقة بل أصبحت في بعض الحالات قضايا وطنية. و قد أصبحت أمراض مثل : طاعون البقر، الحمى القلاعية، طاعون الخراف، حمى الوادي المتصدع، الديدان الحلزونية، البروسيلا ( الإجهاض المعدي ) و جنون البقر قضايا متكررة في جدول الأعمال ليس فقط أثناء الاجتماعات بين المديرين البيطريين بل أيضاً على مستوى الاجتماعات العليا حتى بين رؤساء الدول.
فاو / امبرس FAO/ EMPRES
تم تصميم و تنفيذ هذا البرنامج سنة 1994 لدعم الدور الذي تلعبه الفاو من أجل الوصول إلى غايتها في دعم الأمن الغذائي في العالم من خلال الوقاية ضد الأمراض الحيوانية العابرة للحدود و الأمراض النباتية. و تتمثل رؤية امبرس بالنسبة للماشية فيما يلي: دعم احتواء أمراض الماشية الوبائية الخطيرة و التحكم فيها و كذلك الأمراض الجديدة، عن طريق الإزالة التدريجية على المستوى الإقليمي و الدولي من خلال التعاون الدولي الذي يختص بالتنبيه المبكر ، التصرف المبكر و السريع، البحث و التنسيق."
و رغم أن اهتمام امبرس الأول فيما يتعلق بالماشية هو طاعون البقر إلا أنها تتجه باهتمامها نحو أمراض أخرى مهمة في المنطقة مثل : الحمى القلاعية، طاعون الخراف، الالتهاب الرئوي المعدي ، حمى الوادي المتصدع، مرض الجلد الأوديمي، مرض نيو كاسل ( الشوطة ) في الدواجن.
راديسكون RADISCON
مشروع الشبكة الإقليمية للرقابة و التحكم في الأمراض الحيوانية مشروع مشترك بين الفاو و IFAD و مساعيه تستهدف 29 دولة منها 22 دولة من دول المكتب الإقليمي للشرق الأدنى و الهدف منه هو تشجيع الرقابة على الأمراض الحيوانية داخل و بين الدول. و يقوم المشروع بتقديم الدعم لكل دولة بعينها لتأسيس النظام الوطني لمراقبة الأمراض الحيوانية الخاص بها. و إذا أمكن ، تتم الاتصالات بين الدول بطريقة إلكترونية عبر البريد الإلكتروني و الإنترنت.
المرحلة الثانية راديسكون:
و هو مشروع الشبكة الإقليمية للرقابة و التحكم في الأمراض الحيوانية لشمال أفريقيا، الشرق الأوسط و الخليج العربي. (أنقر هنا لرؤية خريطة مجموعة راديسكون) و قد تم عرض مشروع على المساهمين حتى يقوموا بتمويل هذا البرنامج الذي سوف يحقق الإنجازات الخاصة بالمرحلة الأولى لراديسكون من خلال :
الفهم المتزايد لوضع الأمراض الحيوانية التي لها الأولوية في الدول و المنطقة من خلال الاستخدام العملي لتقنيات الرقابة و تكنولوجيا المعلومات.
تشجيع تبادل المعلومات و شبكات الربط حول الأمراض في المنطقة . و يجدر الإشارة أن هيئة الصحة الحيوانية للشرق الأدنى و شمال أفريقيا و راديسكون سوف يقومان بالعمل معاً بصفة تكاملية.
و يمكن الحصول على نسخ من وثائق المرحلة الثانية لراديسكون من هيئة الصحة الحيوانية للشرق الأدنى و شمال أفريقيا .
هيئة الصحة الحيوانية للشرق الأدنى و شمال أفريقيا
تم اقتراح تأسيس هيئة الصحة الحيوانية للشرق الأدنى و شمال أفريقيا خلال المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى ال25 الذي عقد في بيروت ، لبنان في الفترة من 20 – 24 مارس 2000. و تمت الموافقة على هذا الاقتراح و التصديق عليه بالإجماع من كافة أعضاء المؤتمر الذي شاركت فيه 22 دولة من المنطقة و حضره 12 وزيراً للزراعة. و تمت الموافقة مجدداً على هيئة الصحة الحيوانية للشرق الأدنى و شمال أفريقيا خلال المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى ال26 الذي عقد في طهران ،إيران في الفترة من 9 – 11 مارس 2002 .
و سوف تقوم هيئة الصحة الحيوانية للشرق الأدنى و شمال أفريقيا بتغطية أكثر الأمراض تأثيراً في الاقتصاد في إقليم الشرق الأدنى. و هذه الأمراض هي : الحمى القلاعية، طاعون البقر، طاعون الخراف، البروسيلا، و الديدان الحلزونية.
و قد أسس المكتب الإقليمي للشرق الأدنى موقع إلكتروني إقليمي AHCNENAلجمع قواعد البيانات عن الماشية في المنطقة.و تضم قاعدة بيانات معلومات حول الإنتاج ، التجارة، الرعاية الصحية الأساسية للحيوان ، نشرة إخبارية عن الجاموس، نشرة إخبارية عن الجمال، إنتاج الأمصال البيطرية و قائمة بالمطبوعات التي أصدرها المكتب الإقليمي للشرق الأدنى لتغطية موضوع الماشية و التعريف بالعاملين ، النشرات الدورية عن الصحة الحيوانية و السيرة الذاتية للمتخصصين في الماشية في المنطقة.
الرئيسية 
أحدث الصور 
الإثنين فبراير 02, 2009 6:58 pm